«داعش» يعدم 23 من مسلحيه حاولوا الانقلاب عليه في الشرقاط
مؤشرات لـ «خلافات حادّة» بين قادة التنظيم
كشف مصدر امني رفيع في محافظة ديالى بان تنظيم داعش اعدم على مدار الساعات الـ 72 الماضية 23 من مسلحيه بينهم ثلاثة من القيادات المتقدمة، في احباط اول انقلاب داخلي في قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين، مؤكدا ان «خلافات حادة بين اقطاب التنظيم برزت في الاونة الاخيرة».
وفيما اقر قائد عمليات دجلة إلى وجود خلافات كبيرة داخل تنظيم داعش، اشار رئيس اللجنة الامنية في مجلس ديالى الى «بداية عملية تفكك داعش من الداخل».
واوضح المصدر الأمني، وهو ضابط برتبة عقيد، في حديث مع «الصباح الجديد»، ان «تنظيم داعش، ووفق المعلومات الاستخبارية، اعدم على مدار الساعات الـ 72 الماضية 23 من مسلحيه بينهم ثلاثة من القيادات المتقدمة، احدهم يدعى (ابو مروان الحوراني)، وهو سوري الجنسية، في قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين، نتجية تورطهم بمحاولة انقلاب داخلية للاطاحة بما يعرف بـ «والي صلاح الدين» ابو زكريا الجورجي المقرب من البغدادي».
واضاف المصدر ان «عمليات الاعدام اخذت اشكالاً متعددة، منها رمياً بالرصاص او الحرق او قطع الرؤوس، وبعضها نفذ امام الاهالي في مناطق متفرقة من الشرقاط، بناءً على حكم صدر مما يعرف بــ (المحكمة الشرعية)».
واشار المصدر الى ان «قيام داعش باعدام عناصره تكرر اكثر من مرة في بعض مناطق صلاح الدين، الأمر الذي يدل على وجود خلافات حادة بين اقطاب التنظيم على ادارة المهام الرئيسة وسعي كل طرف إلى إثبات وجوده بالحديد والنار».
وتابع المصدر ان «هناك حالة تنافر واسعة بين المسلحين من جنسيات عربية واجنبية واخرى عراقية وحدثت العديد من الصدامات المباشرة»، لافتا الى ان «الخلافات داخل تنظيم داعش ستزيد من ضعفه وضعف سطوته على المناطق التي تمثل، في الوقت الحالي، معاقل كبيرة له خاصة في الشرقاط والصينية، اخر معاقل داعش في صلاح الدين».
بدوره اقر قائد عمليات دجلة، الفريق الركن عبد الامير الزيدي، بوجود خلافات واسعة داخل هيكيلة تنظيم داعش، على وفق المعلومات الاستخبارية المتوفرة»، واصفاً الصراعات داخل التنظيم بأنها «صراعات دامية». وقال الزيدي ان «داعش يعتمد على الالة الاعلامية في ابراز قدراته»، مؤكدا ان «سير العمليات العسكرية ضد معاقله في ديالى وصلاح الدين اظهرت هشاشته وضعفه امام تقدم القوات الامنية والحشد الشعبي».
ويرى قائد عمليات دجلة ان «حسم المعركة مع التنظيم ضمن حدود صلاح الدين لن تطول»، مبينا ان «الاجهزة الامنية والحشد الشعبي يقاتلان بروح وارادة عالية وقوية وعزيمة لا تلين من اجل تحقيق الانتصار». على صعيدٍ ذي صلة، اشار رئيس اللجنة الامنية في مجلس ديالى، صادق الحسيني، الى ان «خلافات داعش الداخلية تأتي من باب صراع قادته على السرقات وعمليات النهب لدور المدنيين وفرض الاتاوات وبيع النفط الخام».
وقال الحسيني ان «خلافات داعش بين اقطابه برزت في بادئ الامر في ديالى ابان سيطرته على بعض المناطق، لكن سرعان ما انتقلت الى معاقله في صلاح الدين»، منوهاً الى ان «التنظيم يحاول التكتم على صراعاته الداخلية من خلال اعطاء ذرائع واهية عن عمليات اعدام عناصره».
وعدّ رئيس اللجنة الامنية في مجلس ديالى صراعات داعش «بداية لتفكك التنظيم وانهياره من الداخل»، وبالتالي تسنح فرصة ذهبية للقوات الامنية والحشد لاستئصاله والخلاص من شره عبر تحرير جميع المدن والقصبات».
هذا ويشير ابو حسن التميمي (قيادي في الحشد الشعبي من اهالي ديالى) الى ان «داعش يعاني من انهيار كبير في قضاء الشرقاط نتجية الخسائر الفادحة في بيجي وخلافاته المحتدمة ما يجعل معركة الحسم القادمة سهلة وليست معقدة».
ويذهب التميمي الى ان «وتيرة اعدامات داعش لعناصره لم تقتصر في الشرقاط بل جرت اعدامات في بيجي وقرى قريبة من الموصل، نتجية هروب العشرات من عناصره امام تقدم القوات الامنية والحشد الشعبي».
الصباح الجديد
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire