samedi 4 juillet 2015

طرق مواجهة الفتن المُعاصرة



بخصوص الفتن الحالية في الأمة الإسلامية وفي العالم أجمع نرى بأن الحل الصحيح هو بالرجوع إلى دين الله وإلى الخلق القويم ، أما دين الله فهو الإسلام وهذا معروف عند القاصي والداني، أما الخلق القويم فهو غير معروف عند الأغلبية من الناس
فمع إحترامي لآراء الجميع من شيوخ وعلماء وفقهاء وناس بصطاء نرى بأنهم يفتقرون إلى الخلق القويم ، فالخلق القويم يا إخوتي هو من أهم مميزات وفوارق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليهِ وسلم ، وهو ما أعطى هذا الرسول العظيم الحكمة والتصرف الصحيح في أخطر الأمور وأشدها على المسلمين ، والمتتبع لسيرة الرسول العظيم نجد بأن الصحابة قد مروا بأعظم من الذي نراه اليوم أو نسمعهُ ، وكان رسول الرحمة يصبرهم ويواسيهم بالخلق الكريم وبإبتسامه سمحاء وبوعد جميل ، إذاً فالحل هُنا ، ليس بدفن الؤوس في الرمال والتغاضي على قضايا الأمة حول الفتن الحالية، وليس الحل كذلك في الحرب الغير مبرمجة والتي تفتقر إلى التخطيط والتسييس وتحديد الأهداف ووضع الحدود والنواهي والقيم .
الخلق القويم هو إيجاد البديل الصحيح والطريقة المثلى فيما يخص مشاكل أمتنا الحالية ، وإن كان ذلك صعباً فعلينا دائماً أن لا نختار الطريق السهل لتحقيق أهدافنا بل نختار الطريق الأمثل!
كلنا يعلم بأن عدونا الأول هو إسرائيل ، ولقد منحها الله من الخيرات والإمكانيات والقدرات في جميع مجالات الحياة لتكون الأفضل والأحسن ، ومهما كان عملنا أو جهدنا فإننا لن نصل لما وصلوا إليه ، وذلك ليس لعدم الوجود القدرة أو الإمكانيات لدينا ، وإنما لعدم وجود مشيئة من الخالق بتيسير الحصول على ما يمكلون أعداء الأمة الآن ، لقولهِ تعالى في سورة الليل : وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)
إذاً فمحاربة أعداء الأمة بنفس سلاحهم وبالإسلوب ذاتهُ ليس من الممكن عملياً !
نعود ونراجع أنفسنا لنبحث عن الشيء الذي ميزنا بهِ الله عن اليهود وإعطانا إياه ولم يعطهم منهُ شيئاً وهم بأمس الحاجة إليهِ فنهزمهم بهِ خير هزيمة ، ذلك الشيء ياأحبتي هو الإسلام وهو ذلك الدين الحق ، فنحن كعرب وكمسلمين نمتلك الدين حصرياً ، فوجودهُ يعني وجودنا ، وقوتهُ تعني قوتنا ، ونحن الذين صدَّرنا الدين للعالم أجمع ولم نصدر تكنولوجيا أو طائرات وسيارات وهكذا ، وهم لو عملوا وإجتهدوا ودفعوا مايملكون وما لا يملكون ملىء الأرض ذهبا لن يكون فيهم رسول ولا رسالة بمشيئتهم ، الدين يا إخوتي هو ما نملكهُ وما لا يملكونهُ ، فرسولنا الكريم إنتصر على أعدائهِ بالدين فقط ولم ينتصر بعدتهِ ولا بعدده .
دين الإسلام جعل من الجيش المتكون من بضع مئات يواجه الألوف وبابصط الأسلحة ، وجعل الألف يواجه المئات المؤلفة من جيوش الفرس والروم والعجم والنصر كان دوماً حليف المسلمين ، وهذا السلاح الخطير والجبار ما زال بأيدينا وما زالت قوتهُ تُبهر القاصي والداني وما زال يتحدى العالم أجمع ويواجه الدنيا وما فيها شمالها وجنوبها ، شرقها وغربها ، الكنيسة والمسيحية إستسلمت ، اليهودية إستسلمت ، أما الإسلام لم يزل صامداً عنيداً منيعاً لا يجرؤ أحد على الإقتراب منهُ .
وأي متسائل عندما يسأل عن سبب محاربة العالم الكافر لنا وهم يملكون من النعم ما يُحسد عليهِ وما لم يمتلكهُ أحد من العالمين ، يصل إلى النتيجة بأنهم لا يملكون دين الإسلام ، لا يملكون العقيدة أو الإيمان ، لا يملكون القناعة والأخلاق العظيمة التي جاء بها الإسلام ، لا يملكون معنى الحب والرحمة واليقين والإستقرار النفسي والوجداني ، لا يملكون رحمة الله والعقيدة المثلى التي تهدأ نفوسهم وتأمنهم في دارهم ، لا يملكون الآخرة والجنَّة التي عرضها السماوات والأرض ، وهم بالنتيجة لا يملكون شيئاً ونحن المسلمون العرب نملك كل شيء، هذا هو سبب محاربتهم ، فهم يخافون من صحوتنا ، يخافون من نعود إلى كنوزنا ونسود بها العالم الذي لم يستطيعوا أن يسودوه بقوتهم وعظمتهم وسلطانهم ونفوذهم ، والإسلام يا أحبتي هو الخُلق الطيب ، والخلق معناهُ رجوع الإنسان إلى الفطرة التي خلقهُ الله عليها كما خلق آدم أول مرة ، فكلمة الأخلاق أو الخلق إنما جائت من الخليقة ، وخُلق آدم هو الأمثل والأعظم لكونهُ جاء من الخالق مباشرة ولم يمتزج بالأمور الدنيوية حينها .
دعونا نعود إلى فظرة الله التي فطر فيها آدم عليهِ السلام ونعامل الناس بأخلاق الإسلام ومحبة الإسلام وبدين الإسلام ، ننشر المحبة والرحمة بين الناس أجمعين ، نحارب الشر بالدين ، والكُره بالمحبة ، هذهِ رسالة المحبة والرحمة للناس أجمعين ، كفانا تعالياً وكبرياءاً وتكبراً ، فكل واحد منا يُريد أن يظهر على جثة الآخر ، لماذا لا يكون لكل واحدٍ منَّا عملهُ والله يُجازي من يشاء بغير حساب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد "محمد سليم" الكاظمي



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire