mercredi 1 juillet 2015

مأساة إيزيدية تركيا في مذكرات (ميرازي) : الباحث/ داود مراد ختاري (11و12)



مأساة إيزيدية تركيا قبل قرن في مذكرات (ميرازي)
إعداد وترجمة: الباحث/ داود مراد ختاري

الحلقة (11و12)




لقد رحلنا إلى قرية، وقطعنا عنها، الى أي ماكن ذهبنا اليه كانت تأتينا أخبار مجيء الحكومة اليه، وسوف يأخذون في الظهيرة المعتقلين إلى المركز، وكنا قد أرتحنا من الأطفال، وكانوا قد خلصوا أنفسهم، والآن نحن نفكر بأي شكل نستطيع أن ننقذ أخونا وبكر من أيدي الترك، وقد قطعنا العهد نحن الأخوة (أما أن نحرر أخونا وبكر أيضا،لأنه أصبح لنا أخا أيضا، وأما ألا نبقى على هذه الحياة).

كان لنا أثنين من أبناء العم، كانوا في قرية أخرى، وسمعوا بالأمر جاءوا وأنضموا الينا، وصرنا أربعة، وقررنا أن نذهب إلى كيدوكا السقلتوتة، وهو مكان عاص، لنقطع الطريق أمامهم، وبالأطلاقات القناصة نهجم عليهم بشدة، وسيسرعون في الهرب، لكنني رأيت بأننا قليلون لهذه المهمة، ونحتاج على الأقل إلى شخصين أخرين، وأرسلت الطلب إلى أخواننا أبناء كريفنا من توماسرا، وبعد ساعة، جاء الأثنان مسلحان، وأشهد بالله بأن الرجلين جاءا مجهزين وقالوا:- نحن مستعدين للموت معكم. وحين قلنا لهم ما ننوى القيام به، لم يقبلوا فكرتنا وأتجهوا نحوالسقلتوتة، توماس قال في الطريق (يا أخوتي، أنتم تعلمون، عندما يعلم الترك بهذا، يعني أنضمامي اليكم، سوف يقومون بإعتقال خمسينَ أرمنيا ، وسيقومون بقتلهم أوسجنهم، وسيقولون (توماس عدوللدين)، ولكنكم تعلمون بأنني شخص مقيم في القرية، ولكنني أتعهد لكم حتى لوقام الترك ليس بإعتقال خمسين بل مئة أرمني وسجنهم وقتلهم في سبيل الكريفاتية، لم أخف أبدا من ملعقة الدم، واليوم أيضا لست خائفا، يدي بيدكم). وقد سعدت، عندما رأيت موقف رفاقي المحكم.

كان الوقت عصرا، وصلنا إلى سقلتوتة، ولم يكن قد وصلوا بعد، وأخذنا أماكننا،ناصبين كمينا بإنتظارهم.

- نعم، أقولها لآغايى وجماعته، ذاك الشاب الذي في الثلاثين من عمره صاح به، - لقد رأيناهم في الكمين، الترك جاء وا بالمعتقلين، أخي كامل قام على صخرة كان يريد أن يصيح بهم (لا تنزفوا الدماء، أتركوا المعتقلين وإذهبوا). أمسكته بيدي وسحبته خلف الصخرة، وقلت له (لا تظهر نفسك، يمكن أن يتعرفوا عليك) وقد اقتنع، ولم أكن قد أنهيت كلامي حتى انهالوا علينا برشقاتهم واتجهوا نحونا، الطلاقات التي كانوا يطلقونها تقع بعيدا عنا، ولم يكن يعلمون بأنهم محاصرون، وعند بدأ الهجوم علينا،ضربناهم من الإمام وضربهم توماس وابن عمي من الخلف،الطلقة الأولى من توماس ضربت سجانا منهم، لأن توماس يكبت قهره الكبير تجاههم.

- قال شكو من الذي لا يكن لهم الكراهية.

- الحراس عندما رأوا السجان مقتولا، ونحن نرشقهم من الأمام والخلف، هربوا، كان معهم ثمانية فرسان من خدم الآغا، وعند التعرف علينا لم يحاربوا، بل ذهبوا خلف الحراس، ونحن أيضا لم ننوِ قتل أحد، الجنائز على العربة والمعتقلين بقوا على الطريق، وحينما كنا نطلق الطلقات على رؤوس الحراس كي لا يعودوا أدراجهم، توماس وصل عند المعتقلين، فك أيديهم، وأمسك برجل السجان الميت ورماه من على العربة.

تجمعنا والى أن جهز الحراس أنفسهم، كنا قد خلصنا أنفسنا، وهناك عرفنا بأن توماس قد جاء بسلاح أحد الحراس معه، وقال لأخي (خذه، هذه البندقية مقدمة إليك) توماس كان رجلا خطيرا،طلقته لم تكن ترتاد الأرض، يصيب الطائر في السماء، ومن حسن الحظ لم يعلم الترك بأنه معنا.

منذ ذلك اليوم ونحن فرار، ونعيش في الجبال، الآن حتى أولادنا لا يتعرفون علينا جيدا، في كل يوم نحن في مكان مختلف، مثلما يقولون (للمالك الحزين،أين مسكنك؟)، فقال (مالك الحزين، اتجاه الرياح يعرف هذا). وكذلك نحن نقوم من مكان ولا نعلم أين سنتوقف في المساء، وحين نعرف أين سنكون فالترك أيضا سيعلمون به، ولهذا فنقضي يوما بين الرعاة، وأخر بين عمال الحقول،وفي يوم أخر نكون في الجبل، وأخر في الكهف، في المراعي الصيفية، وفي السهل، نعيش يوما تحت أشعة الشمس وأخر تحت البرد، وهكذا.

- لكن متى سنرى الحرية.

قال حمزة- مثل الأرنب المطارد من قبل الجوارح، لا يتحرك حرا،مرة في الجحور، ومرة بين فجوات الصخور، فقط يتحرك بحرية في الليل.

- إيه، سنبقى على هذه الحالة، ما دام ملك الترك جالسا على عرشه - قالها شكو بحسرة. مستو الريحاني كان رجلا في الاربعين، له شوارب سوداء سميكة، وعينين كبيرتين، يرتدي عباءة واسعة، كان رجلا بازرا بشهامته ورجاحة عقله، قال:-

- هذه حقيقة، شيخنا أنت تقول الصدق، كلما بقينا تحت هذا الظلم فنحن لسنا بأحرار،هم قاموا بقتل موظفي الحكومة، لا يستطيعون التحرك بحرية، لكن البقية؟ نحن كلنا صغارا وكبارا هل أحراراً؟ لا، فنحن أيضا في دلو القير والقطران نغلي...

- قال سعيد أغا:- الآن أي ورقة تريد أن نكتبها إلى عمو؟ ودار بوجهه نحو الضيوف الثلاث.

- نعم، - قال الأخ الأكبر، - كلمتنا هي، مادام نحن فرار من الحكومة منذ ثلاث سنين وأكثر، وأكثرمن أربعين مرة تعرضنا لهجمات جند الترك وموظفيهم، وأرادوا أعتقالنا. إلى الآن لم يتحقق هذا، ولم نعتقل بعد، في كل مرة يتعرضون لنا،نحن نضربهم، والى الآن قتلنا العديد من الموظفين، وجرح العديد منهم أيضا، وقتل عدد من خيول ضباطهم قتلوا،لأننا نعلم بأنه حين يمسكون بنا،سوف يقتلوننا، نحن على يقين من هذا، لهذا مادمنا نحيا فلن نسلم أرواحنا في أيديهم، - تقدم وأصلح سلاحه وأستمر بالكلام - الآن كيف يقوم عمر بك الضابط بذاته بجمع الجنود ويهجم علينا. فإذا ضربناه لا يجوز هذا، فأيدينا لا ترفع عليه، إنه إبن ممد بك،ممد بك أبوعشيرة الآدامية، كيف سنقوم بقتل إبن أبونا؟ وإذا لم نعمل شيئا فسوف يقوم باعتقالنا، وبيد الترك سيطلق علينا النار، ولهذا نحن جئنا إلى هنا،عندكم، ونرجوا منك لأنه أبن أخيك، أن تكتب إليه - لعمر بك- وتقول فيها، بأن لا يتعرض لنا هو بذاته، وليرسل الحراس والجنود لوحدهم،نحن لا نخشاهم، لقد رأى الجنود والحراس الأمرين على يدنا، وسوف يرونه من الآن فصاعدا، ولكن خشيتنا الوحيدة هي من عمر بك، لأنه يمثل العشيرة، ونحن غير قادرين على ضرب عشائرنا، ونحن نعلم بأن الحكومة تطلب منه القيام باعتقالنا، وكلما طلبت الحكومة منه هذا الأمر عليه أن يرسل الموظفين والجنود، وعليه أن يتقدمهم وأن لا يأتي معهم قطعا. - لقد أنهى الأخ الأكبر شكواه - قال سعيد آغا:- يا أحمد،الإمام غيرموجود هنا،لقد ذهب إلى بيته، عليك أن تكتب رسالة إلى عمو.

قلت:- نعم، آغا.- أخرجت قلمي وناولني قاسم الورقة.

- قال الأغا:- فليقولها لك قاسم باللغة التركية، وأنت أكتبها.

لقد جلست على ركبة واحدة بجانب قاسم، وبيدي اليسرى وضعت الورقة على ركبتي اليمنى، ورفعت القلم للإيحاء باستعدادي ومنتظرا ما سيقوله قاسم.

قاسم كان يعرف قليلا من اللغة التركية، وكذلك كان يعرف قراءتها، ولكن لم يكن قادرا على كتابتها.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire