mercredi 1 juillet 2015

عادل حبة :الدكتور حافظ شكر التكمجي في ذمة الخلود



الدكتور حافظ شكر التكمجي في ذمة الخلود



الفقيد الدكتور حافظ شكر التكمجي

1927-2015
بمزيد من الحزن والألم، ينعي آل التكمجي رحيل الشخصية الوطنية والديمقراطية والاجتماعية، الحقوقي والاقتصادي الدكتور حافظ شكر التكمجي، حيث وافته المنية ظهر يوم الثلاثين من حزيران 2015 في بلد الغربة فرنسا عن عمر يناهز الثامنة والثمانين. ولد الفقيد في محلة صبابيغ الآل في رصافة بغداد، وأكمل الدراسة الابتدائية في المدرسة الجعفرية. التحق بالمدرسة المركزية المتوسطة، ثم أكمل الدراسة الثانوية في الاعدادية المركزية بتفوق. ثم التحق بكلية الحقوق في بغداد، وتخرج منها في عام 1949، وانتمى إلى نقابة المحامين. توجه إلى فرنسا لاكمال دراسته العليا، الماجستير والدكتوراه. فالتحق بكلية الحقوق والاقتصاد وأنهى دراسته بتفوق بعد أن قدم أطروحته المعنونة "الخلفيات الاقتادية لثورة 14 تموز 1958".
بعد عودته إلى العراق، تم تعيينه بمنصب معاون اتحاد الصناعات العراقي الحديث النشأة في مطلع عام 1958، وقدم أثناء آراء ومقترحات ايجابية من أجل دفع عجلة التنمية الصناعية والزراعية في العراق إلى الأمام. وبعد انتصار ثورة تموز عام 1958، جرى تعيينه بمنصب مدير عام في وزارة الاقتصاد التي كان على رأسها الاقتصادي العراقي البارز الدكتور ابراهيم كبة. وانكب في عمله بحماس إلى جانب تنفيذ مهمات أخرى كعضو في مجلس إدارة مصرف الرافدين والمصرف الصناعي ومصرف الرشيد وعضوية عدد من المؤسسات الحكومية. واستمر في منصبه، وتم تحقيق العديد من الانجازات في مجال التجارة الخارجية للعراق وسبل تنشيطها. إلا أن قوى الظلام أجهزت على هذه الانجازات في انقلابها المشؤوم في 8 شباط عام 1963، وزُج الدكتور حافظ شكر التكمجي في غياهب السجون والمعتقلات، شأنه في ذلك شأن الآلاف من خيرة بنات وأبناء الشعب العراقي، الذين لقى المئات منهم حتفهم تحت طائل التعذيب الرهيب والتصفيات الجسدية.
بعد إطلاق سراحه، غادر العراق للعمل في الجزائر، حيث تم تعيينه مستشاراً في لجنة التخطيط والدراسات الاقتصادية التابعة لرئاسة الجمهورية الجزائرية. وقدم في موقعه عدداً من الدراسات والمشاريع المهمة، ومن أهمها مشروع قانون
التعرفة الكمركية من أجل حماية الانتاج الزراعي والصناعي في الجزائر. استمر في عمله في الجزائر لحين عودته إلى الوطن في نهاية عام 1967، بعد الانقلاب الذي تزعمه هواري بومدين ضد الرئيس أحمد بن بلا. بعد عودته إلى الوطن، عمل في أحدى الشركات الخاصة لبضعة أشهر، لحين عودته مجدداً للعمل في قظاع الدولة حيث شغل منصب مدير عام شركة النقل البحري. وتحولت هذه الشركة من مرفق اقتصادي متواضع إلى مؤسسة كبيرة تمتلك أسطولاً كبيراً للنقل التجاري ونقل النفط ومنتجاته. كما عمل الفقيد على تأسيس وتعزيز أكاديمية النقل البحري في البصرة وفي إنشاء اكاديمية النقل البحري التابعة للجامعة العربية في مدينة الأسكندرية في مصر، مما أدى إلى تعيين الفقيد كأول رئيس لمجلس إدارة الشركة العربية. وبعد قيام بعض المغرضين بالدسائس ضده بعد أن غاضهم نجاحاته، انتقل للعمل كمستشار اقتصادي متفرغ في وزارة النفط العراقية. وبعد أن تلاشت الإمكانية للأستمرار في العمل بسبب ممارسات الرئيس الجديد لشركة النفط العراقية وسعيه لتصفية الشركة الوطنية، قدم الفقيد طلباً بإحالته على التقاعد، ومغادرة العراق للترحال بين فرنسا وبريطانيا حيث يستقر أبناؤه وبنته.
اقترن الفقيد حافظ التكمجي بالسيدة آني فرانسوا التكمجي، أثناء دراسته في فرنسا، ورزق الزوجان بكل من أنيسة وسعد وكريم. إن الفقيد حافظ التكمجي هو شقيق المهندس الدكتور حمدي شكر التكمجي والمهندس حسين شكر التكمجي. وبناء على طلبه، سيوارى جسد الفقيد الثرى في مدينة بريتاني – فرنسا إلى جوار مرقد المرحومة شريكة حياته آني فرانسوا. كما سيعلن لاحقاً عن مواعيد مراسيم الفاتحة التي ستقيمها العائلة في العاصمة البريطانية لندن.
للفقيد الرحمة، ولتبقى ذكراه طيبة وخالدة في قلوب ووجدان أفراد عائلته ومحبيه وكل من عمل معه ورافقه في أمنياته ومسعاه النبيل لبناء عراق حر ومزدهر وحافل بالأمن والسلام.
عائلة الفقيد

آل التكمجي
30/06/2015



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire