mardi 30 juin 2015

هل النفط نعمة على الإنسانية أم نقمة ؟



لعل كثير من الناس لا يُفرقون بين النِعمة أو النِقمة ، وهذا هو سبب تهور الناس في التعامل مع أنعم الله ، وذلك لأنهم يجهلون حقيقة الأشياء بالرغم من كونها واضحة وجليَّة أمامهم .
فمثلاً النفط ، وهو ذلك السائل المُكتشف حديثاً والذي ما لبث أن دخل في حياة الإنسان فغيرها كلياً ، هل هو إنما جاء لخير البشرية أم لشرها ؟؟
فالإنسانية لم تعرف النفط في تأريخها الطويل بالرغم من وجوده حولها ، ولولا وجود النفط في حياتنا الحالية لما كانت رفاهيتنا وسهولة عيشنا كما هي عليه الآن .
وأي مسلم مؤمن بالله واليوم الآخر عليه أن ينظُر إلى النفط بشكل خاص كنعمة كبيرة وفريدة وقد خصَّها الله سُبحانهُ وتعالى بالمسلمين الحاليين دوناً عن السابقين ، ويكفينا أن نعلم بأن النفط بحد ذاته إنما هو نتيجة لعملية طبخ وتحضير إستغرقت ملايين السنين لتصل إلينا كما نعرفها الآن .
فمثلاً إذا أردنا الآن أن نُحضِر برميل واحد من النفط ، فعلينا أن نضع كمية هائلة من المواد العضوية المختلفة مثل النباتات وأجساد الحيوانات في قدر ضغط كبير مُحكم الإغلاق ونسلط عليه حرارة عالية جداً ولمدة لا تقل عن مليون سنة لتكون النتيجة هي برميل واحد من النفط ، فما بالك بملايين البراميل من النفط التي نستخرجها اليوم من باطن الأرض،أي من المكان الذي كان يُمثل قِدرَة الضغط هذهِ !
إذاً فهناك جهةٍ ما سعت بكل إرادة وحِكمة إلى تحضير هذهِ المادة وبعناية فائقة وعلى فترة طويلة من الزمن لتكون جاهزة للإستعمال في وقت محدد ، لا قبل ذلك ولا بعدهُ ، وكلنا يعلم بأن قبل هذا الزمان الذي نعيش فيه لم يكن ممكناً أن يُستفاد من النفط وبالصورة الحالية ، وأنَّ في المستقبل البعيد لن يعود هُناك نفط وذلك لكون النفط مادة غير متجددة وقابلة للنفاذ ، والذي طبخها وحضَّرها إنما أعدَّها لزمان محدد ولفترة محددة فقط ، وهذا الكلام لا خلاف عليه ولا يُمكن الجِدال فيهِ
وبناءاً على ما تقدم ، يكون النفط خلافاً لكل المواد والعناصر الموجودة على الأرض قد تمَّ إعدادهُ وتجهيزهُ بعناية فائقة من رب العالمين ليحصر إستخدامه في فترة محددة وقصيرة جداً مقارنة بالمواد الأخرى .
إذاً فهو بحد ذاتهِ وبخصوصيته تلك إنما يكون نعمة خاصة وعظيمة من لدن حكيم عليم ، فإذا ما فهمناها على حقيقتها وإستخدمناها كما يجب أن تُستخدم ، لوجدنا فيها عظمة النعمة وكرم الإله العظيم سُبحانه ، أما إذا إستهترنا بها ولم نعطها حقها ، كانت بلاء ونقمة من الله .
وبخصوص العرب والمسلمين ، فها هو الإله العظيم سبحانه وتعالى قد إختص العرب بنعمتهِ وفضلهِ ثانية بأن تكون هذهِ المرة النعمة مادية بحته وهو النفط ، وذلك بعد أن أنعم الله على العرب بالنعمة المعنوية عندما شاء سُبحانهُ وتعالى بأن تكون رسالة الإسلام ورسول السلام مُحمد إبن عبد الله منهم وفيهم دون العالم أجمع .
فمتى يحين الوقت أن نستوعب عظمة الخالق وعظمة نعمهِ علينا ؟؟؟ ولا نجعلها نقمة ؟؟

محمد "محمد سليم" الكاظمي



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire