mardi 30 juin 2015

"أحفاد الخلافة".. قنابل موقوتة



"أحفاد الخلافة".. قنابل موقوتة











رووداو – أربيل

استعادة السيطرة على كري سبي (تل ابيض) من قبل القوات الكوردية وبركان الفرات، كان سبباً في نزوح الالاف من سكان تلك المنطقة الاستراتيجية الحدودية، الامر الذي نبه العالم ليستوعبوا خطر تنظيم داعش على المدنيين في المناطق الخاضعة لهم.

قلما يستطيع الصحفيون الاتصال بالمصادر التي تتواجد في المناطق الخاضعة لتنظيم داعش، لذا غالباً ما يعتمدون على القصص التي يرويها الهاربين من تلك المناطق، والتي تكشف عن كيفية التعامل الخطير لداعش مع الاطفال والمعاملة العنيفة معهم.

ويكشف وجه اخر لتنظيم داعش في كيفية استهداف الاطفال، وذلك عن طريق اعادة تربيتهم من جديد على مفاهيم وأفكار اسلامية وابعاد التأثيرات الاوربية والمظاهر التي تختلف عن الحياة في ظل خلافة داعش.

يرسل الاطفال الى المخيمات ومراكز تدريب ليتم تعبئتهم بأفكار داعش، ثم يرسلون الى معسكرات التدريب ليدربوا على فنون القتال، وأغلبهم يلتحق بعدها بجبهات القتال.

لكن تنظيم داعش يعلم جيداً ان هؤلاء هم "أحفاد الخلافة"، وهؤلاء الاطفال هم مستقبل خلافتهم، لذا يحتفظ بقسم منهم بعيداً عن الجبهات.

ما جرى لهؤلاء الاطفال في مدينة كري سبي يظهر جلياً عبر الحدود التركية في المكان الذي أجرى مراسل القناة الرابعة هيلسوم مقابلة مع بعض النازحين، زوجة الشاب الذي التقى به هيلسوم تذكر اسباب تفضيلهم لداعش على غيره.

وينقل هيلسوم عن الشاب ذو الشعر الطويل مصطفى محمد قوله: "الدولة الاسلامية أفضلهم، الحياة خارج الخلافة ليست أفضل، كل شيء تحت شريعة الله، والسلامة أهم شيء وهذا من كنا نملكه، لم يكن هناك سراق".

وأخبر محمد المراسل هيلسون انه كان يؤيد المسلحين الاجانب في كري سبي، وادعى انه رأى عن قرب "الجهادي جون" البريطاني، ويقال بان رهائن الاجانب اعدموا على يده.

"هو معروف جداً، وهو في اللواء 17"، وكان يرتدي محمد نفس الزي الذي كان يرتديه الجهادي جون في الاصدارات المرئية لعمليات الاعدام، يقول محمد: "كان على الحق في قتله للصحفيين، لانهم كانوا جواسيس يعملون تحت غطاء صحفيين".

ويتكلم محمد وابن عمه عن معتقداتهم لهيلسوم، والتي تلقوها من تنظيم داعش، ويقول هيلسوم: "يتكلمون بلهفة عن ما اذا سرقت دراجة في الشارع لا تعتبر سرقة، اما اذا سرقت منزلاً فهذا يعتبر سرقة ويجب قطع اليد"، كما كان في عهد النبي محمد "على حد قوله"، ولم يكن في عهد النبي عمارات ومباني عالية لذا كان يرمى هؤلاء من على الجبال.

قبل قدوم تنظيم داعش الى مناطقهم، ربما هؤلاء الشباب كانوا أشخاص عاديين، وربما كانوا يرتادون المدارس ويشاهدون التلفاز وكانوا يتأملون ايجاد فرص العمل واستكمال الدراسة، لكن الحرب في سوريا غيرت حياتهم ولم تكن هذه المعركة الاولى في منطقة كري سبي، كانت المنطقة خاضعة للنظام السوري بعدها سيطر عليها الجيش الحر، وبعد ان خضعت 12 شهرا لسيطرة داعش عادت مرة اخرى لسيطرة الجيش الحر والقوات الكوردية.

اثار المعارك والقتل والحالة النفسية وقلة الاغذية، خلفت اثاراً على حياتهم، وامكانية تقسيم سوريا مشكلة اخرى بالنسبة لهم، أين يتوجهوا للدراسة، أين يذهبوا لايجاد فرص العمل؟

أهم تغيير في حياتهم وافكارهم عن العالم هو حكم داعش، لم يعد المستقبل مهم بالنسبة لهم، لان داعش اعاد حياتهم الى 1400 سنة ماضية، حين ظهر الاسلام، وقيل لهم بأن نهاية العالم قريبة جداً ويجب ان يكون الهدف في الحياة هو الدخول الى الجنة.

الشباب هم أسرع وأكثر عرضة للغبن، وعندما يتعرضون لذلك يفقدهم المجتمع بشكل نهائي لحين تقديم العون لهم ومسح الافكار التي تلقوها وتبديلها بافكار أصح، وهذا مستحيل في حياة النزوح والتي يسعى المرء فيها للعيش، ومن المحتمل ان تؤدي معانات النزوح الى تقوية افكارهم وتنميتها بشكل أخطر، وربما ان تعمق العداوة التي زرعت بداخلهم ضد "الكفرة".

هؤلاء الشباب الذين كانوا ملك داعش يوماً من الايام الان اصبحوا بمثابة قنبلة موقوتة لدى هذه العوائل النازحة عندما يعودون الى مناطقهم التي استعيدت من داعش.

هؤلاء الاحفاد ينفذون أوامر داعش في الهجوم والقتل وخلق الفوضى، من أجل اعادة الخلافة التي خسروها، حتى اذا استعيدت المناطق الخاضعة للتنظيم لكن ستبقى الافكار والمعتقدات التي زرعوها بين الشباب.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire